السبت، 9 مايو 2009


التنظيـم وأنمـاط القيـادة داخل الحركات السلفية

إن اكتشاف أنماط التنظيم داخل الحركات السلفية من أصعب المهمات التي تواجه الباحث السوسيولوجي؛ وذلك لاعتبارات عديدة: منها قلة المظاهر التنظيمية ذاتها، والذي يجد تبريره فيما تحمله هذه الحركات من قيم تزدري هذا الموضوع، فقد جرت العادة في الخطاب السلفي على القول ببدعة العمل التنظيمي والهيكلي، بحيث تعتبر هذه المقولة عند بعض الجماعات السلفية مبدأ اعتقاديا قيميا خارجا عن كل نقاش، وحتى إذا تم تبني بعض مظاهر التنظيم فلا تكون سوى مظاهر إجرائية هدفها إصلاح بعض مظاهرالعمل اليومي دون المساس بشمولية الهياكل البسيطة الموجودة.ومما يزيد في صعوبة رصد مظاهر التنظيم إحجام العديد من الفاعلين في هذه الحركات عن الخوض فيه، فعلاوة على افتقار قاموسهم إلى المفاهيم التنظيمية، رأى هؤلاء أن مايجب علينا الاهتمام به هو جوهر الدعوة، الذي تتمثل في إحياء التعلق بالقرآن والسنة في العبادات والمعاملات، وتستبطن هذه الدعوة محاولة لجرنا إلى اعتبار الحركةالسلفية مجرد فعل جماعي agir) –(ensemble قام من أجل الدفاع عن غاية سامية بدون أن يقوم وضع تنظيميي محدد بصدد ذلك، مما ينافي ما تقول بهسوسيولوجيا الحركات الدينية من أنه لا يمكن ملاحظة ما يسود من أبعاد تنظيمية وهيكلية داخل المجموعات الدينية سوى على مستوى الفعل الديني وحده وليس على مستوىالأيديولوجيا.

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق